كيف تحفظ اي شيء وتتذكره لسنين طويلة
اذا كنت تلميذا او طالب علم فلا شك انك قد عانيت من مشكل الحفظ وتذكر الدروس. لهذا سوف نتعرف على أسهل طريقة للحفظ اكتشفتها صدفة وأعطت ثمارها معي بشكل عجيب ومدهش!
خذ ورقة (دفترا) وقلما واحضر الدرس او النص الذي تريد حفظه ثم احضر هاتفك او اداة تسجيل الصوت.
ابدأ بتسجيل الدرس بصوت واضح و بتأنّ، وبعدما تنتهي من تسجيله، قم باعادة الاستماع لما سجلته.
خذ القلم واكتب ما تسمعه جملة جملة… وفي الأخير ستجد انك تتذكر تقريبا كل ما سجلته.
هذه الطريقة في الحفظ تنجح مع أغلب الناس بشكل ممتاز، يمكن ان تنجح معك انت كذلك.
اذا كان الأمر كذلك فالمرجو منك ترك تعليق تحكي فيه لنا تجربتك. وإن كانت لديك تجربة او طريقة اخرى فالمرجو مشاركتها معنا كذلك لينتفع الجميع.
السر وراء هذه التقنية و مثيلاتها من تقنيات الحفظ هو استعمال أكبر عدد من الحواس والأحاسيس. كيف ذلك؟
هل سبق لك ان تذكرت فترة بعيدة من الماضي بسبب رائحة شممتها أو أغنية سمعتها؟ لا بد أن هذا الأمر وقع لك و كلما تكرر الوضع تذكرت الماضي…
هذا لأن الذكريات التي لا تُنسى تكون محفوظة بتفاصيلها الدقيقة في مناطق عدة من الدماغ. كل منطقة مسؤولة عن حاسة من الحواس. وعندما يتم تسجيل معلومة او ذكرى باستعمال حواس متعددة فإنها تحصل على فرص أكثر للبقاء في الدماغ مدةً أطول، كما يسهل استدعاؤها عند الحاجة. أما إذا كانت مقرونة بأحاسيس الفرح أو الحب أو حتى الألم فإنها تبقى مترسخة في الذاكرة ويصعب التخلص منها.
إذن، يمكننا التلاعب بالعقل من أجل التذكر لمدة أطول. فَلو أمكن استعمال جميع الحواس لتسجيل المعلومات فستكون تقوية الذاكرة شيئا سهلا جدا.
إليك هذه الخطوات البسيطة:
1- احساس إيجابي: أول ما يجب فعله هو الاستعداد النفسي قبل الحفظ، والمقصود بذلك هو استحضار حالة نفسية إيجابية بعيدة عن الأفكار والأحاسيس السلبية مثل الخوف والكسل وتحقير قدرات الحفظ . هناك طريقة سهلة للقيام بذلك: يكفي أن تردد جملة إيجابية عدة مرات مثل: “أنا سوف أستمتع بحفظ هذا النص أو هذه المادة لأنها سهلة ولأنني سريع الحفظ وذاكرتي قوية”. عند ترديد نفس الجملة عدة مرات فإن العقل الباطني يؤمن بها ويجعلك شيئا فشيئا تعيش تلك الحالة. آنذاك اقرأ المادة بإحساس ومتعة.
2- الصور والتخيلات: إذا كان بإمكانك استعمال الصور لتمثيل كل فكرة فهذا أمر جيد، لكن الأجود والأحسن هو استعمال الخيال ورسم الصور في الذهن على شكل قصة مترابطة الوقائع.
3- الشرح أو التدريس: كلما قمت بشرح وإيصال المعلومة للآخرين أو تدريسها لهم كلما ترسخت المعلومة أكثر في ذاكرتك واتَّضَحت أكثر.
4- تلحين المادة والتغني بها على شكل شعر أو أغنية. وهذه الطريقة تعزز الحالة النفسية المرحة وبالتالي تستعين بتقنية استعمال الأحاسيس لترسيخ المعلومة في الذاكرة.
5- تسجيل المادة على شكل ملف صوتي والإنصات لها من جديد كما قلنا في أول المقال ثم كتابتها باليد. هذا الأمر يعتمد على تقنية استعمال أكثر من حاسة وبالتالي تحفيز عدة مناطق من الدماغ للمساهمة في الحفاظ على المعلومة وتسهيل الوصول إليها.
6- التكرار: اسلوب تقليدي فطري يستعمله الجميع للحفظ لكن قد لا يؤتي ثماره جيدا. لذا يُنصح باستعماله مع التقنيات السابقة. مثال: الاستماع للمادة عدة مرات وكتابتها عدة مرات.
أتمنى لك كل التوفيق ولا تنسى أنك انسان مميز قد لا يعرف قدراته الحقيقية. صدقني أنت أحسن مما تظن وأذكى مما تظن، فلا تدع الكسل يتسلل إلى حياتك واغتنم كل لحظة من حياتك وعمرك فيما ينفعك. قم بتنظيم وقتك كما يفعل الناجحون: ضع لائحةً لأهدافك، ثم لائحة لما يجب عليك أن تقوم به من أجل تحقيق كل هدف (To do list)، حدد موعدا نهائيا لبلوغ الهدف، ثم التزم بالعمل.