أربعة أشياء تجعلك محبوبا لدى الناس
الأمر أسهل مما تظن ! لا سر في كيفية جعل الآخر يحبك. ولكن قبل أن نبدأ في سرد النصائح عما يجب فعله وما لا يجب فعله لا بأس أن نشير من الآن إلى أمر غاية في الأهمية: إذا كنت تحب شخصا وهو لا يحبك فلا تحاول أن تُجبره على ذلك بإصرارك. فـالإصرار في المحاولة قد ينقلب إلى إزعاج للآخر وهذا شيء لا تريده بلا شك. أما إذا كان الشخص يكرهك فعليك أن تعلم السبب أولا وتحاول إصلاحه إن استطعت، ثم التعويض بما ينسي الآخر ما تسببت له به من ألم أو خسران. ولا ننسى الإعتذار وطلب الصفح بأدب. الإعتذار رمز الشجاعة، فليس كل مذنب قادرا على الإعتذار.
لكي تستطيع كسب قلوب الناس مهما اختلفت طباعهم وتصرفاتهم عليك التركيز في بعض النقط البسيطة:
– النظر باهتمام: لا تذهب بفكرك بعيدا ! فأنا أقصد بنظرة الإهتمام النظر إلى الآخر بطريقة تُشعِرُه أنك مهتم بما يقوله وبأنك تفهمه وتُقدره. كيف يكون حالك إذا كنت تتكلم مع شخص وهو ينظر بعيدا ولا ينظر إليك… حتما ستظن أنه غير مبال وأنه لا يستحمل كلامك. نعم أنت محق، فكل شخص لا ينظر إليك أثناء حديثك فهو غالبا غير مهتم بما تقول خصوصا إن لم يكن شارد الذهن لأنه في هذه الحالة أنت من يجب عليك أن تهتم به فربما لديه هم وغم أكبر مما تحدثه به. الأهم هو أن يشعر الطرف الآخر أنه يكلم إنسانا طبيعيا يهتم به.
أحسن طريقة لإبداء الإهتمام بالآخر أثناء حديثه هي النظر إلى عينيه بلطف، لكن حذار من النظر طوال الوقت فقد يوحي إليه ذلك بأمر آخر ويفضي به إلى طرح تساؤلات عديدة في نفسه وبالتالي لن يعرف أنك مهتم به وبما يقوله بل سيظن أنك مهتم بأمر آخر (…). فالأفضل أن تنظر إلى عينيه طوال الحديث وتشيح بنظرك بين الفترة والآخرى مع حسن الإستماع والإصغاء.
– طلاقة الوجه والإبتسامة: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” أخرجه مسلم في صحيحه (من حديث أبي ذر رضي الله عنه).
أسهل وأجمل ما يجعل الناس تحبك بسرعة هي الإبتسامة الشبه دائمة. فمن الطبيعي أن تَلْقى من تحب بوجه ضاحك مبتسم، لأنه أسرع تعبير عن الحب والإهتمام. فمهما كانت لغة الآخر وبلده فإنه سيفهم بل سيحس بمعنى الإبتسامة.
إبتسامتك للآخر يجب أن تكون كذلك طبيعية بدون مغالاة ولا تكلف واضح، فكلما بدت ابتسامتك طبيعية كلما شعر الطرف الآخر بالأمان أكثر. لكن حذار من أن تبتسم كالأبله طوال الوقت، فالهدف هو إشعار الطرف الآخر أنك مهتم به ومتفاعل معه. فلو كان الآخر يتحدث عن مشكل أو حادثة مؤسفة تسببت له بأذى كبير فلا ينبغي لك أن تبتسم أو تبدي له سعادتك، بل يجب أن تبدي له أسفك وتواسيه على ذلك.
إذن ابتسم في الوقت المناسب وتجنب الإبتسامة البلهاء ولتبدي للآخر تفاعلك معه ولا تبقى مبتسما طوال الوقت !. فالأمر هنا يشبه النظرة … أما إذا اجتمعت النظرة والإبتسامة فإن موقعها القلب مباشرة.
الكلام الطيب: كل الناس بلا استتناء تُحب أن تسمع الكلام الطيب، تحب المدح وتحب أسلوب القصة و النكتة. فلو كنت تجيد إضحاك الآخرين باحترام فستكون أكثر الناس أصدقاءً. أقول باحترام لأن هناك من الناس من يجيد الترفيه عن الآخرين لكنه لا ينال احترامهم، إما بسبب كلامه الساقط ولو كان مضحكا أو لكونه كالبهلوان وموضوع سخرية للجميع أو لأنه لا يحترم الآخر ويسخر منه ليجعله موضوع ضحك الآخرين.
يجب عليك أن تخاطب كل واحد بما يحب من الكلام الطيب وتتجنب ما تعلم أنه يكره سماعه. وهو أمر بسيط من أبجديات حسن السلوك والتربية الحسنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابّته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم .
–اللباس النظيف والرائحة الطيبة: كل الناس تحب صاحب اللباس النقي المتناسق، ليس بالضرورة لباس الأثرياء الذي يُظهر آثار الغنى والثروة، ولكن اللباس النقي والخالي من الأوساخ. فأول ما ينتبه إليه الطرف الآخر هو مظهرك مما يعطيه الإنطباع الأول ويُمَكنه من تكوين فكرة أولية عن شخصيتك ومدى أهميتك (في المجتمع). ونظرا لأن الدماغ يكون صورة أولية انطلاقا مما يراه المرء فإن هذه الصورة تبقى لأطول مدة زمنية ولو كانت صورة خاطئة. لهذا يجب عليك أن تحرص على حسن المظهر. فإذا اجتمع لديك حسن المظهر وحسن الخلق فلن يكون هناك من الناس من يعرفك ولا يحبك إلا ذوي النفوس الخبيثة.
تلخيص: ربما لاحظت أن كل ما ذكرناه سابقا يتمحور حول مخاطبة حواس الآخر: البصر أولا من خلال مظهرك ومن خلال نظراتك، السمع من خلال الكلمة الطيبة، الشم من خلال الرائحة الطيبة. حواس المرء هي وسائل تواصله، فإن استقبل منك رسائل جميلة بحواسه فسوف يحبك بكل جوارحه، وإن استقبل منك سوء المعاملة أو سوء الأدب فلا تنتظر منه إلا معاملة بالمثل. ولا تنس أن كثرة الحرص على أن تكون محبوبا قد تجعلك منبوذا. ثم تعلم لا تنس نفسك، كن أنت ولا تحاول أن تكون كما يريد الناس، فقط عاملهم بالخلق الحسن.