ما هو اللوجستيك ؟

كطالب في السنة اأخيرة من  شعبة اللوجستيك, من أصعب الأسئلة التي تطرح علي, و التي أجد صعوبة في الاجابة عنها هي: ما هو اللوجستيك؟, خصوصا ان كان السائل أميا أو ذو ثقافة متواضعة, و في كل مرة, يتوجب علي أن أؤسس قاعدة من المفاهيم التي على أساسها يمكن بناء مفهوم واضح و مبسط عن اللوجستيك.

شرح هذا المصطلح يستمد صعوبته من كونه متداولا و مستعملا من طرف جميع الناس، فهو شئ نعرفه و نطبقه و لكن لا ندركه، فمسألة عدم الادراك هذه جعلت منه موضوعا جديدا، وليد هذا العصر، و لكن في الحقيقة, هو أقدم من ذلك بكثير، ربما يمكننا أن نرجع بداياته الى ابتكار العجلة، التي سهلت بشكل كبير عمليات النقل.

في هذه السطور, سأعطي فكرة أولية عن ماهية اللوجستيك و ما هي تطبيقاته.

اللوجستيك كلمة لها أصل يوناني يعني “المنطق“, و تعريفها المعاصر هو مجموع التقنيات و الوسائل االتي تساعدنا على تنظيم و تسيير التيارات (flux)المعلوماتية (informationnel) و المادية (physique) و المالية (financier) داخل منظومة معينة.

و المنظومة هنا يمكن أن تأخذ عدة وجوه, دولة مثلا أو شركة أو جيش أو بكل بساطة البيت العادي.

اذا أخذنا مثال الشركة, فالتيارات  المعلوماتية  تعني بالأساس معرفة السلوك الاستهلاكي لدى الزبون في أي وقت, و الذي على أساسه تبنى التوقعات(prévisions) التي بدورها تأثر على السياسة الانتاجية للشركة. أما بالنسبة  للتيارات المادية, فهي كل تلك البضائع التي تنقل من المنتج الى المستهلك, و نقلها يجب أن يحترم الثالوث الشهير, الذي هو, الوقت و الجودة و التكلفة, اذن, فمن بين مهام اللوجستيك, ايجاد حل وسط بين هذه الأقطاب التي غالبا ما تكون متعارضة و متنافرة.

أما التيارات المالية, فهي كل تلك الأموال المتداولة بين البائع و المشتري, و هذا الجانب يكتسي أهمية كبرى عندما نتعامل بالمليارات بصفة دائمة, لذا سيكون لزاما ايجاد طريقة لتفادي أي غلط قد يشوب المعاملات.

و من أهم التطبيقات في هذا المجال نذكر, تموين الجيوش بالسلاح و الطعام طيلة الحرب بشكل دائم و كاف,و توفير المعلومات بشكل اني و مستمر, لأن نجاح أي جيش يعتمد على مدى تنظيمه و قوة تموينه و يقظة استخباراته.

نفس الشئ بالنسبة للدول, فمخزونها الاستراتيجي من الحبوب و البترول و العملة الصعبة يجب أن يبقى دائما مستقرا, و حركة المواصلات فيها يجب أة تكون سلسة لتهيل نقل البضائع.

أرجو أنني قد أوصلت الفكرة بشكل واضح و مبسط, و أنا على استعداد لتلقي كل تساؤلاتكم.