كل ما يتوجب عليك معرفته عن الحمى و ارتفاع درجة حرارة الجسم

من المعروف أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تتراوح بين 36.5 و 37.5 درجات. إن ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المعتاد أي فوق 37.5 درجة في الحقيقة ليس مرضا بل هو عرض من أعراض مرض آخر، أي أن الحمى يمكنها أن تحدث مع أي مرض يتعرض له الجسم خصوصا إذا وقع التهاب. فهي إذن قد تكون طريقة من طرق الجسم للدفاع عن نفسه.
سنتعرف في هذا المقال على : ما هي الحمى؟ أعراض الحمى، اسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم، مضاعفات الحمى، علاج ارتفاع الحرارة عند الرضع، عند الأطفال وعند الكبار…

ارتفاع السخونة يكون نتيجة افراز الكريات البيضاء لمواد كيميائية تسمى انترليكون (Interleukins) أو سيتوكين (Cytokines) تُسبب بدورها اضطرابا في مُنظّم الحرارة المتواجد على مستوى الدماغ (Thermostat). مما يؤدي إلى زيادة في النشاط العضلي قد يصل إلى الرجفان أو ما يُسمى بالرعدة.

اعراض الحمى وارتفاع درجة الحرارة

في الحقيقة تعتبر الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة نفسها من بين أعراض إصابة الجسم بمرض آخر. وقد يصاحبها أعراض أخرى مثل:
التعرق
القشعريرة والارتجاف
صداع الراس
آلام العضلات
فقدان الشهية
التهيج
جفاف
وهن و ضعف عام
قد يصاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر و 5 سنوات بحمى مصاحبة بقشعريرة وارتجاف. حسب الاحصائيات فإن ثلثي الأطفال الذين عانوا من الحمى المصاحبة للارتجاف احدى المرات فإنه من المرجَّح أن يصابوا بواحدة أخرى خلال 12 شهرا.

أسباب الحمى و ارتفاع درجة الحرارة

تحدث الحمى في منطقة في الدماغ تسمى المهاد (hi-poe-THAL-uh-muhs) والتي يطلق عليها اسم “ترموستات” الجسم والتي تقوم بنقل نقطة التحديد لدرجة حرارة الجسم العادية إلى أعلى. عندما يحدث ذلك ، يشعر المريض بالبرودة ويطلب المزيد من الملابس أو الأغطية، أو قد ترتجف عضلاته لتوليد المزيد من حرارة الجسم ، مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.

السبب الرئيسي في الحمى يكون إما بكتيريا او فيروس. يمكن للإنسان العادي التفريق بينهما على الشكل التالي:
إذا وقعت عدوى بكتيرية أو جرثومية فان الحرارة ترتفع بشكل مفاجئ، أما في حالة العدوى الفيروسية فإن الحرارة ترتفع بالتدريج.
قد يكون وراء الإصابة بالحمى أسباب أخرى غير الفيروس أو عدوى بكتيرية مثل:
الإنهاك الحراري
بعض الحالات الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي – التهاب بطانة المفاصل (الغشاء الزليلي)
ورم خبيث
بعض الأدوية ، مثل المضادات الحيوية والعقاقير المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو النوبات
بعض التطعيمات ، مثل لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTaP) أو لقاح المكورات الرئوية

في بعض الأحيان لا يمكن تحديد سبب الحمى. إذا كان لديك حمى لأكثر من ثلاثة أسابيع ولم يتمكن طبيبك من العثور على السبب بعد تقييم شامل ، فقد يكون التشخيص حمى غير معروفة الأصل.

مضاعفات ارتفاع الحرارة أو الحمى

قد يعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 سنوات من تشنجات ناتجة عن الحمى (نوبات الحمى) ، والتي عادة ما يرافقها فقدان الوعي وارتعاش الأطراف. على الرغم من كونها مثيرة للقلق لأولياء الأمور ، إلا أنه غالبا ما لا تسبب أي آثار دائمة.

في حالة حدوث نوبة:

ضع طفلك على جانبه أو بطنه على الأرض
أزل أي كائنات حادة بالقرب من طفلك
قم بفك الملابس الضيقة
امسك طفلك لمنع الاصابة
لا تضع أي شيء في فم طفلك و لا تحاول إيقاف النوبة. تتوقف معظم النوبات من تلقاء نفسها.
خذ طفلك إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن بعد النوبة لتحديد سبب الحمى.

اطلب المساعدة الطبية الطارئة إذا استمرت النوبة لمدة تزيد عن خمس دقائق.

علاج الحمى

باختصار علاج الحمى مرتبط بتشخيص السبب وعلاجه.
لا بأس من وضع دليل سريع يبين الإجراءات التي يجب اتخاذها حسب عمر المصاب ودرجة حرارته:

1- الرضيع أقل من 3 أشهر:
تُؤخذ درجة الحرار باستعمال المحرار في المستقيم (الشرج). عند تجاوز درجة الحرارة 38 درجة يجب الذهاب به للمستشفى أو الاتصال بطبيب حتى ولو لم تكن هناك أعراض أخرى. فالرضيع في هذا السن يكون هشا و ضعيف المناعة.

2- من 3 إلى 6 أشهر:
تؤخذ الحرارة كذلك من المستقيم، وما دامت أقل من 38.9 فيجب تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل والخضوع للراحة. لكن إذا بدت عليه علامات التعب والشحوبة أو الإصفرار أو أعراض أخرى كالقيء وغير ذلك فيجب أن يخضع لكشف طبي بسرعة.

3- من 6 إلى 24 شهرا:
تؤخذ الحرارة من الشرج، يمكن استعمال الدواء المخفض للحرارة و المناسب لعمر الطفل، لكن إذا استمرت الحرارة لأكثر من يوم أو إذا لم تنخفض رغم استعمال الدواء فلا تعطي طفلك أسبرين والأجدر التوجه به إلى الطبيب.

4- الأطفال من عامين إلى 17 عاما:
تؤخذ الحرارة من الدبر بالنسبة للأطفال الأقل من 3 سنوات وتُؤخذ من الفم بالنسبة للأطفال الذين تجاوز عمرهم الثلاث سنوات.
إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة ولكن أقل من 38.9 فيجب تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل والخضوع للراحة، ولا داعي لاستعمال الدواء إلا إذا ظهرت علامات الشحوب والوهن والتعب على الطفل أو أعراض أخرى غريبة، آنذاك يجب الذهاب عند الطبيب.
إذا تجاوزت درجة الحرارة 38.9 فيجب استعمال الدواء والتقيد بقدر الجرعات المناسبة للطفل (حسب وزنه، ستجد التفاصيل في الورقة المصاحبة للدواء أو في وصفة الطبيب).

5- البالغين أكبر من 18 عاما:
تُؤخذ الحرارة عن طريق الفم أو الإبط.
إذا كانت درجة الحرارة المأخوذة أقل من 38.9 فيجب الإكثار من شرب السوائل وإخضاع الجسم للراحة، فالدواء غير ضروري في هذه الحالة، لكن إذا كانت هذه الحمى مصحوبة بصداع حاد ، أو تصلب في الرقبة ، أو ضيق في التنفس ، أو علامات و أعراض أخرى غير عادية فمن الضروري التوجه للطبيب.
إذا كانت الحمى عادية ودرجة الحرارة تجاوزت 38.9 ولكنها غير مصاحبة لأعراض أخرى، فيمكن أخذ الأسبرين أو أدوية مخفضة للحرارة. اذا لم تختفي فوق 3 أيام أو لم تستجب للدواء فمن الأفضل الاتصال بالطبيب وعدم الاستهانة بالأمر.

الوقاية خير من العلاج

من الممكن تجنب الإصابة بالحمى عن طريق الحد من التعرض للأمراض المعدية. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
اغسل يديك باستمرار وعلِّم أطفالك أن يفعلوا نفس الشيء ، خاصة قبل تناول الطعام ، بعد استخدام المرحاض ، بعد قضاء بعض الوقت في حشد أو حول شخص مريض ، بعد ملاعبة الحيوانات ، وأثناء السفر باستعمال وسائل النقل العام.
أظهر لأطفالك الكيفية الصحيحة لغسل أيديهم ، مع تغطية كل من الجزء الأمامي والخلفي لكل يد بالصابون والشطف تحت الماء الجاري.
احمل معقم يدك معك في الأوقات التي لا يمكنك فيها الوصول إلى الصابون والماء.
حاول تجنب لمس الأنف أو الفم أو العينين باستمرار، لأن هذه هي الطرق الرئيسية التي يمكن بواسطتها للفيروسات والبكتيريا أن تدخل جسمك وتسبب العدوى.
قم بتغطية فمك عند السعال وأنفك عند العطس ، وقم بتعليم أطفالك أن يفعلوا نفس الشيء كلما كان ذلك ممكنا ، ابتعد عن الآخرين عند السعال أو العطس لتجنب الجراثيم المارة إلى جانبهم.
تجنب مشاركة الأكواب وزجاجات المياه والأواني مع طفلك أو أطفالك.
أسأل الله لنا ولكم العافية والصحة والسعادة.

أضف تعليق