كيف اتعود على القراءة
من الواجب عليك أن تحارب الجهل، ولن تنتصر عليه بدون علم. سلاحك وتدريبك لن يكون بغير القراءة، فعَوِّدْ عقلك على هضم العلم يوميا كما عودت بطنك على الطعام. هنا سأرشدك ببعض النصائح البسيطة لكي أجيب عن سؤالك: كيف احبب القراءة الى نفسي و كيف اتعود على القراءة ؟
“إذا قرأت “قراءة فعلية” أربعين كتابا حقيقيًّا خلال عشرين عامًا، فبوسعك مواجهة العالم.”
أمين معلوف
إذن، كيف أعتاد على القراءة؟
1-اربط القراءة بنشاط روتيني آخر
يمكن مثلا ربط القراءة بفترة الإفطار، كتخصيص 5 إلى 10 صفحات مباشرة بعد الإفطار كل صباح، أو القراءة أثناء السفر أو التنقل من البيت إلى العمل… كما يفعل الكثير من محبي القراءة في وسائل النقل العمومية. يمكن كذلك تخصيص ساعة للمطالعة في المساء قبل الذهاب إلى السرير.
2- ابدأ بأهداف صغيرة وزد منها تدريجياً
أتذكر فترة من عمري حيث لم أكن أقرأ ولو كتابا واحد في السنة! لم يكن من السهل التعود على القراءة خصوصا وأنني بدأت بدون تخطيط، ولم أجعل من القراءة نشاطا يوميا منتظما، بل كانت أشبه بواجب على القيام به رغما عني، لهذا يجد عقلي الباطني ألف عذر لتجنب القراءة. بعدها، خصوصا بعد ما اطلعت على 21 سرا للنجاح، أصبح لدي هوس بالتخطيط لأي شيء أريد القيام به. باختصار: يجب تحديد هدف صغير والالتزام بتحقيقه. مثلا، كبداية، يجب أن أقرأ على الأقل 10 صفحات في اليوم وأن أبدأ بكتاب في إحدى المجالات التي أحبها أو قصة من القصص المشوقة. بعدها في الشهر الموالي سأزيد عدد الصفحات في اليوم إلى 15، ثم إلى 20، وهكذا دواليك حتى أصل إلى المعدل الذي يجعلني أحس بالتوازن وبأنني احقق اكتفاء دون الإخلال بباقي نشاطاتي اليومية كالعمل والرياضة وتمضية الوقت مع الأهل…
3- اختيار المجال المناسب:
هذه النقطة مهمة لأن القراءة المناسبة هي التي تجعلك ترغب في قراءة المزيد. على كل حال، الأمر يسير على هذا النحو بالنسبة لي. إذ أن كل كتاب أقرأه يدفعني لقراءة كتاب آخر أو كتابين إلى خمسة كتب أخرى مثيرة للاهتمام. تماما مثل مشاهدة فيديو على اليوتوب والذي يقترح عليك فيديوهات أخرى مشابهة. على ذكر الفيديوهات، هناك الكثير من الكتب في اليوتوب على شكل فيديو (مقاطع صوتية) يمكنك الاستماع لها إذا لم تكن تحب القراءة على الشاشة. عيبها الوحيد الذي يستفزني هو الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الشخص الذي سجل الصوت.
4- لا تتردد في تنويع قراءاتك
عندما قلنا اختيار مجال مناسب يساعد على القراءة فهذا لا يعني اخيار مجال واحد فقط والاكتفاء به وحده، لكن من الأفضل تفضيل المجالات التي نرى أنفسنا مهتمين بها أكثر. بالطبع يمكننا القراءة من عدة كتب في اليوم الواحد، ومع الوقت والتخطيط الجيد ستجد نفسك معتادا أن تقرأ كتابا أثناء التنقل، وآخر قبل النوم، وآخر في الإفطار…
5-لا تُكْرِه نفسك على قراءة شيء لا تريده
أحيانا تجد أمامك موضوعا أو فقرة لا تستطيع هضمها أو لم تتمكن من الإحاطة بجوانبها … الأفضل ألا تُجبر نفسك على مواصلة قراءتها. الحل الأمثل هو تركها لوقت آخر حيث تكون على استعداد للغوص فيها أو حيث يكون تركيزك عال واستعدادك لفهمها أكبر. كما يمكنك البحث عن كتاب حولها من أجل فهمها وتنوير عقلك حولها. عندما تكمل قراءته يمكنك العودة لإكمال الكتاب، وستجد نفسك قد حققت تقدما رائعا مع إحساس بالانتصار وبالرضى عن النفس.
“القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب.”
عباس محمود العقاد
فقط ابحث عن المتعة في القراءة ولا تهتم بعد ذلك بشيء، ولا تستمع لأولئك الذين يصفون العرب بـأمة اقرأ التي لا تقرأ وبأن العرب لا يقرؤون أكثر من ربع صفحة في السنة… على الأقل لسنا أنا وأنت من ذوي هذه الصفات، فإذا كنت لا تقرأ فعلى أقل تقدير ستكون قرأت صفحة كاملة الآن بها أكثر من 580 كلمة. ابتسم فـأنت انسان يقرأ ، أنت رائع!